الجهمية فرقة كلامية ظهرت في القرن الثاني الهجري، تُنسب إلى جهم بن صفوان الترمذي (قُتل سنة 128هـ). وهي من الفرق التي أثّرت في الفكر الكلامي الإسلامي، خصوصاً في مسائل العقيدة والتوحيد والصفات.
إليك شرحاً موجزاً عن أفكار الجهمية وموقف العلماء منهم 👇
🔹 أصل التسمية:
سُمّيت الجهمية نسبة إلى مؤسسها جهم بن صفوان، وكان من تلامذة الجعد بن درهم، الذي أخذ بدوره أفكاره من الفلسفة اليونانية والتأثر باليهودية والنصرانية في باب الصفات.
🔹 أهم أفكار الجهمية:
نفي الصفات الإلهية:
قالوا إن الله لا يوصف بأي صفة ثابتة (مثل العلم، السمع، البصر، الكلام...)، لأنهم ظنوا أن إثبات الصفات يقتضي التشبيه بالمخلوق.
فزعموا أن الله عالم بلا علم، قادر بلا قدرة، حي بلا حياة.
إنكار رؤية الله في الآخرة:
أنكروا أن يُرى الله بالعين يوم القيامة، مع أن النصوص القرآنية والحديثية تثبت ذلك (مثل قوله تعالى: وجوه يومئذٍ ناضرة إلى ربها ناظرة).
نفي الكلام عن الله:
قالوا إن القرآن مخلوق وليس كلام الله، لأن الله عندهم لا يتكلم، بل خلق كلاماً في غيره.
نفي العلو:
قالوا إن الله في كل مكان، وليس فوق العرش، فأنكروا صفة العلو الثابتة في الكتاب والسنة.
نفي القدر:
في بعض أقوالهم تأثروا بالقدرية، فقالوا إن الإنسان لا فعل له، وإنه مجبر على أفعاله (الجبر المحض).
🔹 موقف العلماء منهم:
أنكر السلف الصالح على الجهمية أشد الإنكار.
قال الإمام أحمد بن حنبل: الجهمية كفار، زنادقة، أرادوا أن يبدّلوا دين الله.
ورُوي عن مالك بن أنس قوله: من قال إن القرآن مخلوق يُجلَد ويُحبس حتى يتوب.
🔹 خلاصة:
فرقة الجهمية تمثل أقصى الاتجاهات في التعطيل (نفي الصفات)، وقد أثّرت في فرق أخرى مثل المعتزلة. والرد عليهم يُعدّ من الأسس الكبرى التي قامت عليها عقيدة أهل السنة والجماعة.
هل ترغب أن أقدّم لك ملخصاً مقارناً بين الجهمية والمعتزلة والأشاعرة في مسألة الصفات؟ سيكون مفيداً لفهم تطور الفكر الكلامي الإسلامي.
Vous avez dit :
نعم
ChatGPT a dit :
رائع 👍 إليك مقارنة مختصرة وواضحة بين الجهمية والمعتزلة والأشاعرة في قضية صفات الله تعالى، مع توضيح موقف أهل السنة والجماعة في النهاية 👇
🧩 المقارنة بين الفرق في مسألة الصفات
المسألة الجهمية المعتزلة الأشاعرة أهل السنة والجماعة
إثبات الصفات ينفون جميع الصفات عن الله يثبتون الأسماء دون الصفات (ينفون الصفات الذاتية) يثبتون بعض الصفات العقلية فقط يثبتون جميع الصفات كما وردت في الكتاب والسنة
الصفات الذاتية (العلم، الحياة، القدرة...) منفية منفية مثبَتة مثبَتة بلا تكييف ولا تمثيل
الصفات الفعلية (الاستواء، النزول، الغضب...) منفية تماماً منفية أو مؤولة غالباً مؤولة مثبَتة كما جاءت، بلا تأويل
الكلام الإلهي مخلوق (الله لا يتكلم) مخلوق (القرآن مخلوق) قديم غير مخلوق لكن المعنى فقط، واللفظ مخلوق كلام الله حقيقي، غير مخلوق، بحرف وصوت كما شاء
رؤية الله في الآخرة منفية منفية مثبَتة للعقلاء المؤمنين مثبَتة للمؤمنين كما ورد في النصوص
العلو والاستواء الله في كل مكان الله في كل مكان الله لا داخل العالم ولا خارجه (تأويل فلسفي) الله فوق سماواته، مستوٍ على عرشه كما يليق بجلاله
المنهج العقلي يعتمدون على الفلسفة المجردة يعتمدون على العقل أساساً ويقدّمونه على النقل يقدّمون العقل عند التعارض الظاهر يقدّمون النصّ ويؤمنون بأن العقل السليم لا يعارض النقل الصحيح
🕌 خلاصة المواقف:
الجهمية: عطّلوا الله عن صفاته → وقعوا في التعطيل المحض.
المعتزلة: أرادوا تنزيه الله بالعقل → وقعوا في التأويل والنفي الجزئي.
الأشاعرة: توسطوا لكن بقي عندهم تأويل لبعض الصفات.
أهل السنة والجماعة: أثبتوا ما أثبته الله لنفسه من غير تحريف ولا تعطيل، ومن غير تكييف ولا تمثيل.