الأقسام المشتركة هي أقسام أو برامج دراسية تدرس فيها مواد تعليمية مشتركة بين تخصصين أو أكثر في نفس الجامعة. تهدف هذه الأقسام إلى تقديم مزيج من المعرفة والمهارات من مجالات مختلفة في مقرر واحد.
وتسمح للطلاب باستكشاف مجموعة متنوعة من التخصصات والاستفادة من المفاهيم المشتركة بينها.
يتيح التعليم المشترك المرونة والتنوع في المسارات التعليمية ويكون فعالاً من حيث الوقت والجهد.
يجب تنسيق التعليم المشترك بشكل جيد لضمان تقديم محتوى متكامل واستفادة كاملة للطلاب من البرنامج التعليمي.
مفهوم الاقسام المشتركة common sections
ملاحظة
يتكون المحور الأول في مساق تدبير الأقسام المشتركة من مقطعين وأربع وضيات.
- يتناول المقطع الأول المفاهيم الأساس في تدبير القسم المشترك وهي مفهوم القسم المشترك ومفهوم الفوارق الفردية ومفهوم التعلم الذاتي.
- في حين ينصب الحديث في المقطع الثاني على الهندسة العامة للتخطيط بالقسم المشترك وبالضبط تحديد مبادئ وموجهات التخطيط.
المفاهيم الأساس في تدبير القسم المشترك
القسم المشترك هو قسم أو فصل يجمع فيه التلاميذ من مستويين دراسيين أو أكثر تحت مسؤولية مدرس واحد أو مدرسة واحدة حيث يخضعون لنفس شروط المكان والزمان إلا أن البرامج الدراسية تتغير حسب المستويات.
إن اختلاف القسم المشترك عن القسم غير المشترك يفرض بالضرورة الإقرار بخصوصية بنيته التربوية وبالتالي حاجته إلى تصور بيداغوجي وديدكتيكي وعدة بيداغوجية تساهم في تحقيق الأهداف التعلمية، وإنماء كفايات جميع متعلمي القسم المشترك دون تمييز.
إن طبيعة القسم المشترك تطرح مسألة تحقيق الإنصاف على مستويات عديدة منها تحقيق الإنصاف بين متعلم المستويين من جهة وبين هؤلاء ونظرائهم في الأقسام غير المشتركة.
تحقيق الإنصاف في القسم المشترك.
ويرتكز هذا المبدأ على تهيئ الظروف لجعل المدرسة قادرة على استقبال كل المتعلمات والمتعلمين باختلاف حمولاتهم وتنوع ثقافاتهم المحلية ونظرتهم إلى محيطهم وتمكنهم من تدبير تعليمهم بشكل ديمقراطي يبتغي تحقيق تكافؤ الفرص. يجدر بنا الحديث عن سياق الأقسام المشتركة لقد شكلت هذه الأقسام واقعا مستمرا وبنيويا في المنظومة التربوية المغربية.
بفعل عوامل موضوعية ديمغرافية وحضرية، واستجابة كذلك لمبدأ إلزامية وتعميم التعليم، وتقريب المؤسسات التعليمية من المواطنين والمواطنات.
كما ارتبطت هذه الأقسام بمجموعة من الثمتلات التي تنعكس سلبا على الممارسة الصفية، وبالتالي تحول دون تحقيق الإنصاف والجودة لمتعلم هذه الأقسام.
وقد آن الأوان للقطع مع كل التصورات والممارسات السائدة بعد توافر عدة بداغوجية متكاملة لتدبير هذه الأقسام.
ما العمل إذن؟
قد نقر ببعض الصعوبات لكن لا يمكن أن تكون عائقا أمام تحقيق الإنصاف لمتعلمات ومتعلم هذه الأقسام وإنجاز نتائج أفضل، لما تحمل هذه الأقسام من إمكانات وامتيازات، إذا أحسن استثمارها عبر تطوير الممارسات الصفية مدعمة بنزعة إرادية ووطنية في النجاح والتحدي.
ويقتضي المنطق السليم والواقعي إيجاد حلول بيداغوجية وبدائل ديدكتيكية تلائم هذا الوضع وتحقق مبدأ الإنصاف وتتجاوز صعوبات وتحديات الممارسة الصفية على مستوى تخطيط وتدبير وتقويم التعلمات في هذه الأقسام.
الفوارق الفردية بالاقسام المشتركة Individual differences
المفهوم الثاني وهو مفهوم الفوارق الفردية.
يعد تدبير الفوارق الفردية جزءا مهما من تخطيط وتدبير وتقويم التعلمات في المدرسة الابتدائية، لكن الحاجة لتدبير الفوارق في القسم المشترك مضاعفة.
ولكن ما هي دواعي صيغ مفهوم الفوارق الفردية في الأقسام المشتركة ؟
دواعي كثيرة نذكر أهمها.
- أولا أهمية التفريق البيداوجي للمتعلمين في تنمية القدرة على الاستقلالية والتعلم
- ثانيا حاجة مدرس القسم المشترك إلى أنشطة لتفريق التعلمات لتأمين زمن التعلم للجميع.
- ثالثا هشاشة التعلمات لدى متعلم الأقسام المشتركة بالوسط القروي.
ولكن ما المقصود بالفروق الفردية؟
تشير الفوارق أو الفروق الفردية إلى مجموع الخصائص والصفات والسمات التي يتميز بها كل إنسان عن غيره، والتي تشمل النواحي الجسمية والعقلية والاجتماعية والوجدانية، ويقصد بها تلك الاختلافات بين المتعلمات والمتعلمين في مختلف نواحي الشخصية، والتي ينبغي أخذها بعين الاعتبار في مختلف العمليات التعليمية التعلومية.
وقد أصبح من المسلم به أن لكل متعلم فرديته ومسيرة نموه وسرعة تطوره وقدراته الخاصة.
أما عن أهداف البيداغوجيا الفارقية فهي.
- التقليص بين فوارق التعلمات المرتبطة بالانتماءات الاجتماعية.
- ثانيا الحد من ظاهرة الفشل الدراسي.
- ثالثا تحقيق تكافؤ الفرص بين جميع المتعلمات والمتعلمين.
- رابعا تمكين كل متعلم من بلوغ أقصى ما يمكن أن يصل إليه من التطور المعرفي واكتساب الكفايات.
- خامسا اعتبار شخصية المتعلم في جميع أبعادها المعرفية والوجدانية والاجتماعية.
- سادسا تنمية قدرة المتعلم على التكيف مع مختلف الوضيات.
- سابعا تحسين العلاقة بين المدرس والمتعلم وبين المتعلم والمتعلم.
- ثامنا تلبية الرغبة في التعلم لدى المتعلم.
- وأخيرا تنمية قدرة المتعلم على الاستقلالية والتعلم الذاتي.
ولكن ما هي صيغ تدبير الفوارق في قسم المشترك؟
يقتضي تدبير هذه الفوارق في قسم المشترك مراعاة ما يلي.
- أولا معرفة وضعية الانطلاق بإنجاز قويمات شخصية.
- ثانيا تكيف التدخل البيداغوجي تبعا لحاجات المتعلم وقدراته.
- ثالثا تنويع أنشطة التعلم حسب المستويين وحسب الفئات.
- رابعا هيكلة المحتوى بكيفية متدرجة.
فيديو توضيحي
فيديو يوضح مفهوم الاقسام المشتركة بالعالم القروي.
مفهوم التعلم الذاتي
المفهوم الثالث من سلسلة التكوين عن بعد للاقسام المشتركة المحور الأول.
يهتم التعلم الذاتي أكثر بالتعلم بشكل فردي من خلال تنمية مدارك المتعلم وقدراته الشخصية، فهو يشجع المتعلم على تنمية معارفه بنفسه واكتساب روح المبادرة.
كما يتيح إمكانية تعليم كل متعلم حسب إيقاعه الخاص وقدراته الذاتية، أي هو التعلم الذي يوجه إلى كل فرد وفقاً لميوله وسرعته الذاتية وخصائصه بطريقة مقصودة ومنهجية منظمة.
ولكن لماذا التعلم الذاتي؟
مفهوم التعلم الذاتي
إن تفجر المعرفة والتقدم الهائل للتكنولوجيا قد أبرز أهمية تعليم التلاميذ كيف يتعلمون وكيف يسترجعون المعلومات بدلاً من أن يتعلموا وقائع وحتى مهارات سرعان ما يتخطاها الزمن. فالمنهاج الدراسي مهدد دائم بالتقادم وفقدان المغزى والدلالة لذا أصبحت المدرسة ملزمة بتنمية كفايات المتعلمين على نحو تمكنهم من الاستمرار في التعلم الذاتي طوال حياتهم.
أي أن عليها أن تستهدف تعلماً مستديماً وقابلاً للتحويل وكذلك حاجة أستاذ القسم المشترك إلى تدبير عقلالي للزمن ، وحاجته إلى تأمين زمن التعلمات لفائدة المستويين معاً وحاجته أيضاً إلى توفير بعض الوقت للتفرغ لأنشطة أخرى مع المستوى الآخر أو مجموعة أخرى. وكذلك لبناء شخصية إيجابية لدى المتعلم أو المتعلمة تعتمد الاستقلالية في التعلم وتأكيد الذات والإعداد لمستقبل يكون فيه التعلم مدى الحياة ويحتاج فيه إلى التكوين الذاتي.
كما أن العمل على جعل المتعلم مستقلاً مبادراً هو أحد رهانات المقاربة بالكفايات وكذلك لابد من مراعاة الفروق والميول ووتائر التعلم الخاصة بكل متعلم.
كيف نعلم التعلم الذاتي
والسؤال كيف نعلم التعلم الذاتي؟
يمكن للمدرس أن يوفر للمتعلم ظروف الاستفادة في تعلمه الذاتي مما أسفرت عنه التكنولوجيا كالمواد المبرمجة ووسائل تعليمية وأشرطة فيديو وبرامج تلفزيونية وغيرها من الوسائط إن توفرت
كما يمكن إعداد أركان للقراءة وبطائق خاصة بالتعلم والتصحيح والتقويم الذاتي وذلك لتحقيق مستويات أفضل من النماء والارتقاء.
وتوفير بعض الوقت للمدرس للتفرغ لمهام أخرى مع المستوى أو المجموعة الأخرى.
إن مدرس القسم المشترك أحوج ما يكون إلى استثمار أنشطة التعلم الذاتي لتحقيق الأهداف التعلمية الخاصة بالحصة وتحسين التعلمات.
فيديو توضيحي
التعلم الذاتي هو عملية تعلم يتم فيها اكتساب المعرفة والمهارات بشكل ذاتي دون وجود مدرب أو معلم تقليدي. في هذه العملية، يقوم الفرد بالبحث والدراسة وتحليل المعلومات والتجارب من تلقاء نفسه لاكتساب المعرفة وتطوير المهارات. يتضمن التعلم الذاتي تحفيز الفرد واستخدام المصادر المتاحة، مثل الكتب والموارد عبر الإنترنت، لتعزيز مستوى المعرفة.