المقاربة المنهجية Pedagogical Approaches

هل هناك علاقة وطيدة بين المنهاج الدراسي بصفة عامة وتجديد الممارسات البيداغوجية؟
وببساطة ، هل المقاربات التربوية تضمن جودة التعليم؟

المقاربات البيداغوجية في تحليل المنهاج الدراسي - Pedagogical Approaches

سنتعرف في هذا المقال على أنواع وأصناف المقاربات البيداغوجية الحديثة، وبعض المفاهيم الاساس التي لا غنى عنها لولوج علوم التربية.

 تعريف المقاربة البيداغوجية

إذا كانت المقاربة في اللغة تعني الاقتراب والدنو، فإن المقاربة البيداغوجية تعرَّف على أنها الإطار المرجعي الذي ينظم ممارسات التدريس وأنشطة التعلم والتقييم وفقًا لأهداف وغايات محددة. 

رهانات المقاربة بالكفايات 

إعطاء معنى للتعلم ، وضمان درجة معينة من الكفاءة في عملية التدريس والتعلم ، وجعل المتعلم مستقلاً ، ومبادرا، ومبدعًا ومسؤولًا، مع التركيز على نتائج المنهج بدلاً من الأهداف الفردية الجزئية.
 إبراز وظيفية التعلمات والمعارف المدرسية.  

المقاربة المنهجية Pedagogical Approaches

المفاهيم الأساس في ظل المقاربة بالكفايات

 إليكم بض المفاهيم المهمة المعتمدة لتدريس المواد في ظل المقاربة بالكفايات.

الكفاية - La compétence
حسب كزافيي روجر هي القدرة على تعبئة مجموعة مدمجة من الموارد بهدف حل وضعية - مشكلة تنتمي إلى فئة من الوضعيات.

أهداف التعلم - Les objectifs d’apprentissage
تعني ممارسة قدرة أو قدرات على محتوى مخصص يكون موضوع تعلم مرتبط بموضوع محدد، وهي آلية لتحقيق الكفاية عبر مراحل متعددة.

النشاط - L’activité
لا يتم توفير الكفاية بشكل مباشر، بل يتم إنشاؤها من خلال الأنشطة التي يقوم بها المتعلم.

الموارد - Les ressources
تشمل الموارد المرتبطة بالكفاية، المعرفة والمهارات والاتجاهات والمواقف وجميع الوسائل المتعلقة بالوضعية وسياقها، والتي تعتبر ضرورية لتكوين وتطوير الكفاية.

الاستعداد - L’aptitude
إنها قوة داخلية تجعل الفرد قادرًا على الاستجابة لأداء معين بناءً على المعرفة والمهارات التي اكتسبها ، في ظل ظروف نفسية ؛ مثل الرغبة والرغبة.

القدرة - La capacité
مفهوم افتراضي يلخص مجموعة من القدرات التي تسمح للفرد بتحقيق درجة من النجاح في التعلم وأداء المهام والأنشطة المختلفة تحت إتقان.

الوضعية - La situation
تعرف الوضعية المشكلة في مجال علوم التربية والديداكتيك على أنها سياق أو وعاء يحدث فيه التعلم، قد تكون قصدية، أو تلقائية، وهي تتضمن مختلف الأنشطة.

المهام - Les taches
يتحقق النشاط من خلال المهام التي يؤديها الطالب والمتعلم ، حيث تعتبر الكفاية هي القدرة الكافية على أداء مهام معينة.

المهارة - L’habilité
المهارة هي مؤشر على درجة الأداء المتقن، إذ يتمكن الفرد في ظل تملكها من أداء مهام محددة بإتقان يتسم بالتناسق والنجاعة والثبات النسبي.

خصائص الكفاية 

هناك خصائص أخرى مميزة للكفايةحصرها كزافيي روجر.
  • في الوظيفية.
  • وتعبئة مجموعة موارد.
  • والنسقية.
  •  والإدماج.
  • والارتباط بفئة من الوضعيات.
  •  وكذا الارتباط بمحتوى دراسي.
  •  والقابلية للتقويم.

 الكفاية معطى غير ثابت 

تنمو الكفاءة وتتطور نتيجة التعلم وتمتلك الكفاءة والمهارات ويتم تعزيزها من خلال إدارة المعرفة وامتلاك الخبرة لتطبيق الكفاءة في المواقف الجديدة وقد تكون الكفاءة عرضة للانخفاض بسبب توقف التعلم والتدريب.

الكفاية تكتسب بعد مسار دراسي/ تكويني

 مسار تحقق الكفاية هو بالنسبة للمتعلم أسدس أو موسم دراسي أو عدة مواسم، ويمر هذا المسار بوضعيتين مركزيتين، هما وضعية التعلم وهي وضعية إرساء الموارد، ووضعية التحويل حيث ينشط الطالب الموارد ويعبئها في مواقف جديدة، والإنجاز الصحيح الذي يحققه الطالب يدل على تملك الكفاية اللازمة.

الخلفية النظرية للمقاربة بالكفايات

تستمد المقاربة بالكفايات سياقها ومرجعيتها من عدة مجالات أهمها:
  • مجال علوم التربية.
  • ومجال علم النفس.

 بالنسبة لمجال علوم التربية  

  • النظرية المعرفية:
-- تنظر النظرية المعرفية للتعلم من زاوية السياقات المعرفية الداخلية للمتعلم، وتعطي أهمية خاصة لمصادر المعرفة واستراتيجيات التعلم على مستوى معالجة المعلومات، والفهم، والتخزين، والتوظيف.
  • النظرية البنائية:
--  تعتبر أن التعلم فعل نشيط ، وأن بناء المعارف يتم استنادا إلى المعارف السابقة من خبرات وتمثلات.
--  بموجب هذه النظرية ، يعتبر المتعلم (ة) هو مركز عملية التدريس والتعلم، وبناء معرفته بنفسه، ويعتبر جان بياجي أحد أبرز المنظرين في هذه النظرية.
  • النظرية السوسيوبنائية:

-- وهي نظرية انبثقت عن البنائية، وترى أن المعارف تبنى اجتماعيا من لدن المتعلم (ة) ولفائدته.

-- يبني المتعلم معرفته بطريقة نشطة وتدريجية من خلال سياق يعتمد على التفاعل والتفاعل.
-- وترى أيضا بأن المتعلم (ة) لا يطور كفاياته إلا بمقارنة إنجازاته بإنجازات غيره، أي في إطار التفاعل مع الجماعة أو الأقران والمحيط العام.

 بالنسبة لمجال علم النفس

المقاربة بالكفايات.
إن المقاربة بالكفايات تتجاوز البيداغوجيات التقليدية المتمركزة حول المعرفة والمدرس، إلى بيداغوجيا تحول مهمة المدرس من ملقن إلى موجه ومنشط، بما يقتضيه ذلك من انفتاح على تقنيات تنشيط وبيداغوجيات متنوعة، يمكن المدرس (ة) الانفتاح عليها، وهي بيداغوجيات تعتبر بمثابة مرجعيات، يمكن أن يحتضنها التدريس وفق المقاربة بالكفايات.

نظرية الذكاءات المتعددة.
عالم النفس الأمريكي هوارد جاردنز الذي نشرها فى كتابه” الأطر العقلية”، وفيها يرفض فكرة الذكاء الواحد ويؤكد على وجود ذكاءات متعددة وتعد هذه النظرية من أهم الأفكار الحديثة التي انفتح عليها مجال التعليم ، حيث يرى جاردنز Gardner أن المتعلمين لديهم خصائص منفردة ومواهب مستقلة كما لديهم تفضيلات مختلفة لكيفية تعلمهم وكيفية استجاباتهم لمواقف التعلم وبذلك فهم يختلفون في تفضيلاتهم لاستراتيجيات وأساليب التعلم.
 
علم النفس الفارقي.
  -- يؤكد وجود اختلافات بين المتعلمين، لكل متعلم استراتيجيته الخاصة في تمثيل المفاهيم واكتساب المعرفة.
  -- تتطلب هذه الاختلافات تخصيص التعلم وفقًا لاحتياجات وخصوصية كل متعلم.

البيداغوجيات الحديثة

 تعتمد المقاربة بالكفايات على مرجعيات بيداغوجية مختلفة، تتمحورحول المتعلم(ة) وتحول دور المدرس(ة) من ملقن إلى منشط وموجه وقائد.
الأمر الذي يستوجب الانفتاح على طرق وتقنيات التنشيط ودينامية الجماعات، ومن أهم هذه المقاربات:
  • بيداغوجيا حل المشكلات.
  • وبيداغوجيا المشروع.
  • البيداغوجيا الفارقية .
  • - بيداغوجيا التعاقد.
  • بيداغوجيا الخطأ.
  • - بيداغوجيا اللعب.

 بيداغوجيا المشروع

--- المشروع بصفة عامة هو هدف نريد تحقيقه، فهو إذن تفكير قصدي موضوعه فعل أو نشاط، له مجال زمني يتحقـق فيه هو المستقبل، وفي المجال التربوي هو نشاط يهدف إلى تلبية حاجات مرتبطة بالتعلم (ة) و من أنواع المشاريع: - المشروع البيداغوجي.
  • - مشروع المؤسسة.
  • - مشروع القسم.
  • - مشروع المجموعات/الفرق.
  • - المشروع الشخصي للمتعلم.

بيداغوجيا الخطـــأ

 - يقصد ببيداغوجيا الخطأ تلك المقاربة التربوية والديداكتيكية التي تعنى بتشخيص الأخطاء، وتبيان أنواعها، وتحديد مصادرها، وتبيان طرائق معالجتها ولكنها تنظرإلى الخطإ من وجهة إيجابية متفائلة، على أساس أنه سبيل للتعلم، وخطة إستراتيجية مهمة وفعالة لاكتساب المعارف.

كما يحددها عبد الكريم غريب بقوله: " بيداغوجية الخطأ هي تصور ومنهج لعملية التعليم والتعلم، فهو إستراتيجية للتعلم، لأنه يعتبر الخطأ أمرا طبيعيا بقوله ".
لأن المواقف التعليمية يتم إعدادها وتنظيمها وفقًا للمسار الذي يسلكه المتعلم لاكتساب أو بناء المعرفة من خلال بحثه، والأخطاء التي يمكن أن تتخلل هذا البحث.
إن بيداغوجيا الخطأ استراتيجية تعلم فعال وهي تعتبر الخطأ أمرًا طبيعيًا وإيجابيًا يترجم سعي المتعلم للوصول إلى المعرفة.


البيداغوجيا الفارقية

الفارقية هي أن المتعلمين في الفصل يختلفون في خصائصهم الثقافية والاجتماعية والمعرفية والعاطفية بطرق تجعلهم غير متساويين مع الدرس الموحد الذي يقدمه المعلم.
- يعرّف لويس لو جراند الفارقية على النحو التالي:
--- الفارقية هي طريقة تدريس تستخدم مزيجًا من مواد التدريس والتعلم لمساعدة الأطفال من مختلف الأعمار والقدرات والسلوكيات وفي نفس الفصل على تحقيق الأهداف نفسها بطرق مختلفة.
- يقوم على مبدأ تنويع طرق ووسائل التعليم والتعلم، لأنه يتميز بخصوصية المتعلم ، ويعترف به كشخص له وتيرته الخاصة في التعلم وتمثيلاته الخاصة ، و في الوقت نفسه ، تمهد الفارقية الطريق لجميع المتعلمين في فصل دراسي واحد لتحقيق الأهداف المرجوة.


بيداغوجيا حل المشكلات

 تتمركز حول المتعلم (ة) لاستنفار واستثارة مهاراته أو معارفه أو قدراته، لرصد الترابطات الممكنة بين عناصر المشكل/الذريعة المطروح لبناء التعلمات، ويمكن تلخيصها فيما يلي:
  • - مواجهة مشكلة ملموسة تحفز البحث عن حل وقرار ملموس.
  • - تقديم الاقتراحات ومناقشتها مع مجموعة القسم لاتخاذ القرار المناسب.
  • - التفاوض على معايير محددة لاختيار قرار واحد أو أكثر.
  • - تنفيذ الإجراءات التي أدت إلى اتخاذ القرار.
  • - فحص وتقييم النتائج لاتخاذ القرار النهائي أو مراجعته.

بيداغوجيا التعاقد

 يندرج مفهوم التعاقد في إطار اتجاه "استقلال الإرادة" الذي يقوم على مبدأين أساسيين:
- لا يمكن إجبار أي شخص على القيام بعمل دون إرادته والتزامه يعطي الشرعية والقوة للقوانين ووفقًا لبعض الباحثين فإن العقد هو منظم لمواقف التعلم من خلال اتفاق تفاوضي بين الشركاء: المعلم (ة) و المتعلمين والمتعلمات ، يتبادلون الائتمان فيما بينهم من أجل تحقيق هدف.

بيداغوجيا الإدماج

 الإدماج معناه إقامة علاقات بين التعلمات بهدف التوصل إلى حل وضعيات مركبة، وذلك من خلال تعبئة المعارف والمهارات المكتسبة ، ولتدريب التلاميذ على الإدماج، نقدم لهم وضعيات مركبة تسمى « وضعيات الإدماج » ونطلب منهم إيجاد حل لها ، وتستهدف بيداغوجيا الإدماج جعل المتعلم يعبئ مكتسباته وينظمها، من أجل استخدامها في معالجة وضعيات مركبة، تسمى وضعيات الإدماج.
  • - لا يحدث الإدماج إلا بعد اكتساب تعلمات جديدة(معارف و مهارات ومواقف).
  • - لا يحدث الإدماج إلا من خلال وضعية مركبة جديدة، تستدعي من المتعلم إيجاد حل لها ،وعليه أن يبدأ بالبحث، ضمن مكتسباته، عن المعارف والمهارات التي يجب تعبئتها لحل هذه الوضعية.
  • - فالإدماج إذن هو أكثر من مجرد تطبيق أو تمرين؛ إنه عملية داخلية و شخصية، فلا أحد يمكن أن يقوم به مقام الآخر.

بيداغوجيا اللعب

اللعب هو نشاط يمارسه الطفل دون ضغط من البيئة أو الراشد، والطفل  يقوم بنشاط اللعب بكل طواعية وبفرح.
- يرتبط اللعب عمومًا بثقافة الطفل وخياله ورموزه ولغته وبيئته.
- لذلك فلللعب أهمية كبيرة في تكوين شخصية الطفل، لأنه يستحضر قوانين وقواعد الحياة العامة.
- أما اللعب التربوي فيهدف إلى التعلم من خلال بيداغوجية اللعب.
- إنها ليست غاية في حد ذاتها يلجأ إليها المعلم، بل سيناريو تربوي يعتمد على البحث والدراسة والتحليل للعملية التعليمية.

فيديو توضيحي

- المقاربات البيداغوجية في تحليل المنهاج.



قد يعجبك أيضا.

إرسال تعليق

أحدث أقدم